مدرستى

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منهج .... متعلم ....معلم....تربويات


    حضور ولى الامر وتفوق الابن !!!!!

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 55
    تاريخ التسجيل : 09/04/2009

    حضور ولى الامر وتفوق الابن !!!!! Empty حضور ولى الامر وتفوق الابن !!!!!

    مُساهمة من طرف Admin السبت أبريل 11, 2009 11:15 am

    الرؤية الإسلامية لا تقدم مسئولية أي من الرجل والمرأة في الأسرة على الآخر،حيث إن مشاركة الأب والأم في التنشئة الاجتماعية والسياسية للطفل هي مشاركةواجبة ولازمة، إذ لا يغني أحدهما عن الآخر، ويشكلان معًا، بالإضافة للأبناء،هيكل السلطة في الأسرة من خلال مسئوليات كل طرف، وهو الهيكل أو البناء الذيلا يكتمل إذا تخلى أحد الأطراف عن واجباته، فالرعاية مسئولية الوالدين معًاوكلاهما "مسئول عن رعيته".
    وقد أجريت دراسات حول أثر قيام الأم بمفردها بعملية التنشئة داخل الأسرةوأوضحت النتائج أن ذلك ينعكس بالسلب على شخصية الطفل بسبب عدم توازنها، وهوما يظهر في غلبة السلوك الطفولي عليه حتى مع نموه في مرحلة المراهقة وميلهإلى الاعتماد على الآخرين والخضوع لهم، كما يؤدي أحيانًا إلى العكس أي اتّصافالطفل بالسلطوية، مع ملاحظة وجود فوارق بين الجنسين.
    إن مشاركة الأب في التنشئة بشكل فعال مهمة جدًّا لاستقرار نفسية الطفل، بل إنالخلل في العلاقة بين الطفل وأبيه كما أثبتت بعض الدراسات قد تؤدي إلى نموشخصية سلبية لا تشعر بجدوى المشاركة في الحياة السياسية نظرًا لعدم جدوىالمشاركة في الحياة الأسرية التي يستبد فيها الأب، وسيادة نظرة يائسة من أيتغيير وفاقدة الثقة في القدرة على التأثير في مجريات الأمور العامة.
    وإذا كانت نتائج الدراسات تتفاوت فإن مرد ذلك إلى اختلاف الشرائح الاجتماعيةمحل البحث واختلاف المؤشرات التي يستخدمها الباحثون، بيد أن هذه الدراساتتبقى ذات أهمية في الدلالة على انعكاس أي خلل في بنية السلطة وهيكل الأسرةعلى الطفل وإدراكه السياسي.
    ويأخذ غياب الأب عن عملية التنشئة السياسية صورًا مختلفة، فقد يكون غياباتامًا فيما يسمى بالأسرة "الأم فقط" أو "الأسرة الأموية" -ونعني هنا بالأمومةما يقابل لفظ (Maternal) Mother-Only Family،أي الأسرة التي تتولى الأمبمفردها تنشئة الطفل الاجتماعية والسياسية وهو مفهوم يختلف عن مصطلح الأمومة Matriarchy أي سيطرة الأم مع وجود الأب، والذي طرحته كتابات "أنجلز" ومن خلفهمن الماركسيين وتلته الكتابات النسوية وتأسس على دراسة القبائل التي ينسبفيها الأطفال للأم خاصة الدراسات الأنثربولوجية، وذلك للتدليل على اصطناعيةمؤسسة الأسرة بشكلها السائد، ومعارضة ما يسمى بالأبوية، وهي إشكالية تعكسالصراع والعقلية الثنائية، ولا تثور في الرؤية الإسلامية للأسرة لانضباطهابالشريعة لا بميزان القوة- كما قد يكون غيابًا عن المشاركة في التنشئة رغمالوجود داخل الأسرة الزوجية، ويرجع ذلك لأسباب ثقافية مثل تصور أن مسئوليةالتنشئة تقع على المرأة فقط أو لأسباب اقتصادية كالانشغال بطلب الرزق طولاليوم، أو السفر للعمل بالخارج فيما يسمى بهجرة العمالة، والذي يؤدي إلىظاهرة "تأنيث الأسرة" أي انفراد الأم بإدارة الأسرة وتنشئة الأبناء.
    وبرغم توفر الدراسات عن الآثار السلبية لمثل هذا الوضع، وإمكانية قياس أثارهبمؤشرات متاحة في الدراسات الاجتماعية، إلا أن البعض ذهب إلى أنه يصعب القطعما إذا كان أثر هذه الظاهرة سلبيًّا أم إيجابيًا؛ في حين اعتبرها أنصار ما يسمى بتحرير المرأة ظاهرة إيجابية تزيد من سلطة المرأة وتمكنها من إثباتذاتها، وهي الظاهرة التي تعد في ميزان الرؤية الإسلامية إخلالا بسنة من السننالاجتماعية، وتدهورًا في بنية الأسرة، ونقصًا للقوامة، وتقصيرًا من جانب الأبفي تحمل مسئولياته في عملية التنشئة، وتكليفًا للمرأة بمسئولية مضاعفة قدتشغلها عن المشاركة الاجتماعية والسياسية الأوسع في المجتمع، وإهدارًا لحق الطفل في مناخ أسري ونفسي متوازن، وتجاهلاً لحقوقه الفطرية في التفاعل مع كلاالأبوين وتقويضًا لقواعد الأسرة التي تؤهلها للقيام بدورها السياسي في حفظالقيم الإسلامية وتنشئة الطفل عليها من ناحية، والتصدي لأي انحراف أو تجاوزللمثالية الإسلامية على مستوى المجتمع والدولة من ناحية أخرى.
    وتشير نتائج أحدث الدراسات التربوية بالولايات المتحدة الأمريكية إلى مدىتأثير الحالة الاجتماعية وحضور الآباء الفعال على تقدم الأطفال في الأسرة فيمراحل التعليم المختلفة بداية من فترة الحضانة الأولى.
    فالأطفال الذين ينحدرون من عائلات ثنائية العائل (أب وأم) وُجِد أنهم يتمتعونبقدرات أفضل فيما يتعلق بالقراءة والكتابة، وإجراء العمليات الحسابية عنأقرانهم الذين نشأوا في كنف عائلات أحادية العائل (عائلة بدون أب) حيث تتحملالأم هنا كافة الأعباء النفسية والاجتماعية والاقتصادية.
    كما تشير الدراسة والتي أجراها "جيري وست" مدير أبحاث الطفولة بالمركز القوميللتعليم والإحصاء بواشنطن- إلى أن الحالة التعليمية للأمهات تلعب دورًاكبيرًا في مدى تقدم الطفل في دراسته، فكلما زادت القدرات التعليمية للأم انعكس ذلك إيجابيًّا على الطفل أثناء دراسته، وعلى الرغم من أن نتائج هذه الدراسة قد تبدو طبيعية للبعض حيث إنها تتفق مع النتائج التي تم التوصل إليهامع مراحل سنية متقدمة، إلا أنها تُعد المرة الأولى التي يُلقى الضوء فيها علىمدى قدرات الأطفال قبل الالتحاق بأولى مراحل التعليم وهي الحضانة.
    فالأطفال غالبًا ما يأتون من مجتمعات وأنماط بيئية مختلفة كما يقول السيدوست، كذا فمن البدهي إجراء مثل هذه الدراسات للتوصل إلى أفضل الطرق لتنميةالقدرات التعليمية لهؤلاء الأطفال في أولى مراحلهم الدراسية، ومن المنتظر أنتشمل هذه الدراسة ما يقرب من 22 ألف طفل، وسوف تستغرق حوالي 6 سنوات لتحديدكيف تساهم البيئة الاجتماعية في تنمية قدرات الطفل التعليمية مبكرًا حتى قبلدخوله الحضانة.
    وتشير أهم نتائج البحث إلى أن الأطفال الذين ينحدرون من عائلات هجرها الأبوتقوم الأم بمهام العائل الوحيد، يفتقدون إلى بعض القدرات التعليمية التييتمتع بها أقرانهم الذين ترعرعوا في كنف الأسر ثنائية العائل من الأب والأم،فمن هذا نرى أن قدرات هؤلاء الأطفال على تمييز الأشكال وعد الأرقام من 1 إلى 10 مثلاً بالإضافة إلى ضبط الحروف الأبجدية للغة تقل بشكل كبير مقارنة بأطفالالعائلات ثنائية العائل.
    وترى ماري إلين هوج [ وهي عضو في منظمة تسمى "عائلات وحيدة العائل" أو "أمهاتبدون أزواج" ويقع مقر المنظمة بولاية فلوريدا الأمريكية، والتي تساعدالعائلات التي تعولها نساء بدون أزواج فتمنحهم التأييد النفسي والاجتماعيللتغلب على مشاكل الحياة] أن أعداد النساء اللاتي بدون عائل (أزواج) ويَعُلْنأبناءهم في ازدياد مستمر، وتحديدًا في دول العالم المتقدم كما في أوروباوالولايات المتحدة إلا أن مثل هذه الظاهرة قد تغزو بلدان العالم النامي كماهو مبين في أوراق العمل كمقدمة لمؤتمرات السكان المتتالية.
    وتشير هوج إلى مدى الصعوبات الجمة التي تواجهها مثل هؤلاء السيدات في تربيةأبنائهم؛ حيث تقع على كاهلهم أعباء مادية جسيمة فضلاً عن الأعباء النفسية فيتحمُّل مسئولية الأبناء، مما ينعكس سلبًا على قدراتهم التعليمية أثناءالالتحاق بالحضانة، ومما لا شك فيه أن الأمور تزداد صعوبة إذا كانت هؤلاءالأمهات لا يتمتعن بنصيب كافٍ من التعليم كما يقول مستر وست، ونظرًا لوجودالعديد من العوامل المؤثرة فيما يتعلق بتأثير البيئة والتنشئة على قدراتالأطفال التعليمية فيجب إجراء المزيد من الدراسات والأبحاث في هذا الشأنوخاصة فيما يتعلق بهذه الشريحة الكبيرة من العائلات والتي تعولها النساء


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 4:02 pm